کد مطلب:167892 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:283

العراق مهد التشیع و مرکز معارضة الحکم الاموی
فی إجابته علیه السلام عن سؤال عبداللّه بن عیّاش بن أبی ربیعة [1] بالابواء بین


المدینة ومكّة: أین تریدُ یا ابن فاطمة؟

قال الامام علیه السلام: العراق وشیعتی!. [2] .

وفی محاورة بینه وبین عبداللّه بن عباس قال ابن عبّاس (رض): فإنْ كنت علی حال لابدّ أن تشخص فَصِر إلی الیمن فإنَّ بها حصوناً لك، وشیعة لابیك، فتكون منقطعاً عن الناس!

فقال الامام علیه السلام: لابدّ من العراق!. [3] .

هذان النصّان ونظائرهما یكشفان بوضوح عن أهمیّة العراق بذاته عند الامام علیه السلام بمعزلٍ عن أثر رسائل أهل الكوفة التی وصلت إلی الامام علیه السلام فی مكّة بعد موت معاویة، وأهمیّة العراق بذاته عند الامام علیه السلام من الحقائق التأریخیة التی لاتحتاج لاثباتها إلی الاستشهاد علیها بنصّ.

فلقد كانت الكوفة (مهداً للشیعة، وموطناً من مواطن العلویین، وقد أعلنت إخلاصها لاهل البیت فی كثیر من المواقف... و قد خاض الكوفیون حرب الجمل و صفین مع الامام، وكانوا یقولون له: (سِر بنا یا أمیرالمؤمنین حیث أحببت، فنحن حزبك وأنصارك، نُعادی من عاداك، ونشایع من أناب إلیك وأطاعك)، [4] وكان الامام أمیرالمؤمنین علیه السلام یُثنی علیهم ثناء عاطراً، فیری أنّهم أنصاره وأعوانه المخلصون له، یقول لهم: (یاأهل الكوفة، أنتم إخوانی وأنصاری وأعوانی علی


الحقّ، ومجیبیَّ إلی جهاد المحلّین، بكم أضرب المدبر، وأرجو إتمام طاعة المُقبل)، [5] ویقول علیه السلام: (الكوفة كنز الایمان، وجمجمة الاسلام، وسیف اللّه ورمحه، یضعه حیث یشاء.) [6] [7] .

وكانت الكوفة بعد أمیرالمؤمنین علیه السلام والامام الحسن علیه السلام المقرّ الرئیسی لمعارضة الحكم الاموی، وكان الكوفیون یتمنّون زوال الحكم الاموی، (ومما زاد فی نقمة الكوفیین علی الامویین أنّ معاویة ولّی علیهم شُذّاذ الافاق كالمغیرة بن شعبة، وزیاد بن أبیه، فأشاعوا فیها الظلم والجور، وأخرجوهم من الدعة والاستقرار، وبالغوا فی حرمانهم الاقتصادی، واتبعّوا فیهم سیاسة التجویع والحرمان... وظلّت الكوفة مركزاً للمؤامرات علی حكم الامویین، ولم یُثنهم عن ذلك ما عانوه من التعذیب والقتل والبطش علی أیدی الولاة.). [8] .

وكان الشیعة فی العراق بعد شهادة الامام الحسن علیه السلام علی اتصال بالامام الحسین علیه السلام من خلال المكاتبات واللقاءات، ونكتفی للدلالة علی ذلك بهذین النصّین:

أ) نقل الشیخ المفید (ره) عن الكلبی والمدائنی وغیرهما من أصحاب السیر أنهم قالوا: (لمّا مات الحسن علیه السلام تحرّكت الشیعة بالعراق، وكتبوا الی الحسین علیه السلام فی خلع معاویة، والبیعة له، فامتنع علیهم، وذكر أنّ بینه وبین معاویة عهداً وعقداً لایجوز له نقضه حتّی تمضی المدّة، فإذا مات معاویة نظر فی ذلك.). [9] .


ب) روی البلاذری عن العتبی أنّ الولید بن عتبة حجب أهل العراق عن الامام الحسین علیه السلام (أی منعهم من اللقاء به، وهذا یعنی أنّهم كانوا یأتون لملاقاته فی المدینة المنوّرة، وبصورة ملفتة ومثیرة لانتباه السلطة)، فقال الحسین علیه السلام:

(یا ظالماً لنفسه، عاصیاً لربّه، علام تحول بینی وبین قوم عرفوا من حقّی ما جهلته أنت وعمّك!؟). [10] .


[1] مضت له ترجمة موجزة في الجزء الاول: ص 418-419.

[2] تأريخ ابن عساكر (ترجمة الامام الحسين عليه السلام/تحقيق المحمودي): 294، رقم 256 ويُلاحظ أنّ هذه المحاورة تمّت في الابواء قبل وصول الامام عليه السلام إلي مكّة، أي قبل وصول رسائل أهل الكوفة إليه، فتأمّل!.

[3] مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي، 1:310؛ ومع أنّ هذه المحاورة تمّت في أواخر أيّام وجود الامام عليه السلام في مكّة، إلاّ أنّه عليه السلام لم يُعلّل هذه اللاّبديّة بشيء كرسائل أهل الكوفة مثلاً، فتأمّل!.

[4] الامامة والسياسة، 1:231.

[5] الامامة والسياسة، 1:230.

[6] مختصر البلدان لابن الفقيه: 163.

[7] حياة الامام الحسين بن علي عليه السلام، 3:12 13.

[8] حياة الامام الحسين بن عليّعليه السلام، 3:14.

[9] الارشاد: 182.

[10] أنساب الاشراف: 3: 156-157، حديث 15.